يقول هيرودوت ان المصريين أخذوا هذه العادة عن الشعوب السامية، وعلي أية حال فبوسعنا أن ننسب إليه هذه النظرية التي لا يمكن إثباتها، توجد بالمصاطب صور لعمال عرايا الأجسام تؤيد عادة الختان، و هناك مشهدان صورا فيهما هذه العملية وبعض النصوص النادره تبين السن التي يظل العضو التناسلي فيها بقلفته و تدل علي ان الختان فرض علي الشباب في حوالي سن البلوغ، غير أن هذه العادة لم تكن عامة في العصور المتأخرة، كما فرض الختان علي كل كاهن ليكون طاهراً للقيام بالطفوس الدينية(1) ——————————    وقد يصور الفنان صندوقاً خشبياً من صناديق الزينة الفاخرة ثم يصر علي أن يجعله يشف عما بداخله من أدوات الزينة كأن جوانبه صنعت من الزجاج و ليس من الخشب، و ليس من المستبعد أن يكون المصور المصرى قد ورث هذه الطريقة عن عصوره القديمة التي غلبت البساطة و السذاجة علي صورها، ثم اعتاد عليها، و أصر عليها متعمداً حتي بعد أن عرف خطأها، لانه وجدها أنها تخدم غرضين هما: غرض إظهار حقائق الأشياء و بواطنها، دون الأكتفاء بصورها الجزئية التي ينكشف بعضها و يكتفي بعضها الآخر في لحظة عارضة دون غيرها، ثم غرض إظهار صور الأشياء لعالم آخر بعيد، ينبغي أن تكون صورة ساخرة لا تحتاج الي تأويل واضحة مع أكمل ما يكون الوضوح ( 1 ) . —————————— و يعتبر الدريد أن هذا يعد بعضاً من الملامح غير العادية، و يضيف: أن في ذلك ما يكفي للتدليل علي محاكاة الأوضاع التقليدية، و إن كان سائداً في النقوش إلا أنه لم يكن يخلو من التنوع و الإختلاف في التفصيلات مما يعكس شذوذ الفنان الفرد أو الصانع عن هذه القاعده أحيانا ( 3 ) و المرحلــــة التي تلي ذلك تأتي وقت التخمير حيث يوضع السائل في أوان لمة تتراوح ما بين أسبوعين و أربعة أسابيع حتي تتم بها عملية التخمير كنتيجة للخمائر البرية التي تعيش علي قشر العنب، و مع سرعة تلك العملية يمتد الجزء المهم منها لمدة أيام فقط، و قبل الإنتهاء منها يتم صب السائل في الأواني ثم يتم غلق الأواني بواسطة سدادات طينية و أختام تحمل إسم الضيعة المنتجة وإسم الملك الحاكم، و كان هناك ثقوب صغيرة في تلك السدادات، حيث الغرض منها هو طرد ثاني أكسيد الكربـــون ثم يتم ســدها بالقش أو الشمع في نهاية عملية التخمير ( 4 ) ، وقد وصف ثروت عكاشه هذا المشهد بإختصار شديد بقوله: أربعة رجال يعصرون النبيذ يساعدهم قرد، و قد وضعت القدور إلى الجانب في صفوف لملئها و هو مشهد فريد من نوعه ( 5 ) —————————- قد تم إختيار المشاهد لتتماشي مع الهدف الأسمي للكتاب، ليس لمجرد عرض صور غير معتادة في الفن المصرى القديم، و لكن ليكون ورائها دروس مستفادة، يجب التأمل فيها بعمق، و دراسة المعني الخفي ليفهمه كل  من وهبه الله نعمة الإحساس، و بالتالي تعم الفائدة علي مجتمع يسعي الي الأفضل… فالفن لغة و ليس مجرد صور منسوخة و قد تكون الأسطورة و الطبيعة نبعاً من وحي الفنان، و لكن الفن المصرى له قوانينه الخاصة بكل مرحلة، و بالرغم من القوانين التي تخطاها الفنان المصرى في بعض الحالات ليعبر عن فكرة و التي سيبقي بها الي الأبد فإنه اكتشف سر الخلود في عالم الفن و كأنه أراد بصورة و قف حركة الحياة و التغلب علي الفناء.          إن كل ما صور علي جدران مقابر الدولة القديمة ومضات حية تنبض فيها الحياة و تعبر عن عالم فسيح تملؤه المشاعر المتباينة حيث يؤدى كل مشهد هذه الوظيفة أو يساهم في أدائها…ولم يكن هذا البحث إلا محاولة متواضعة لدراسة و عرض صفحة من التاريخ الحضارى لعصر الدولة القديمة، لذا أقتصر العمل علي مشاهد هذه الفترة بما تحويه من ملامح ثقافيــــــــــة في نطاق حضــارى، و كأن قوى سحرية تسيره لابتكار الرموز و إيجاد الحلول الخيالية و التي تتوافق مع العقيدة الفنية للفنان، لذا فقد اقترن الفن بالفكر في بعض الحالات و أبدع الفنان بفكر تعبيرى رمزى و تجريدى .

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


د.عربان عيسى ابو الحسن

ولد دكتور / عربان عيسي أبو الحسن مؤلف هذا الكتاب في أواخر عام 1953 بمحافظة الجيزة وتلقي تعليمة بمدارس المحافظة. – حصل علي ليسانس الاَداب قسم التاريخ ثم أتبعه بدبلوم الدراسات العليا في الأثار المصرية حيث عمل مفتشاً للأثار بعدة مناطق أثرية مثل سقارة وميت رهينة وأبو صير ودهشور . – رافق العديد من البعثات الاجنبية للتنقيب عن الأثار والتي عملت بالمناطق السابقة إضافة الي مناطق أخري مثل البرشا وميدوم . – كان له إسهامات كثيرة في العديد من الاكتشافات البعض منها بالمتحف المصري أو المتحف الكبير ومتحف ايمحوتب بسقارة. – حضر العديد من المؤتمرات العلمية الخاصة بعلم الأثار. – سافر للخارج إما مرافقا للمعارض أو للدراسة حيث حصل علي درجتي الماجستير والدكتوراة – عاد للعمل بوزارة الأثار مختتماً حياته الوظيفية بدرجة مدير عام الإدارة العامة للمواقع الأثرية.

class=wp-image-6648

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *