– من يطالع الكتاب لسيبوبه يدرك أنه أعمل نظره فى مسائل كثيرة ، مما تتعلق بالتقديم والتأخير ، وقال فيها قولاً مجملاً مبينا خصائصه وأسراره والأسباب التى تقبع وراءه بما يتفق ونظرته النحوية مع محاولات قليلة لتعظيم دور المعنى فى التحليل النحوى . – ومن يتصفح ( الكتاب ) لـ ( سيبويه ) يضع يده على الكثرة الكاثرة مِمَّا يتَّصل بالدرس البلاغىِّ اتصالاً وثيقاً ، ويدرك أنَّ لـ ( سيبويه ) يداً طولى فى دراسة الكلام وتحليله ، والوقوف عند الجملة وما يحدث فيها من تقديم وتأخير ، وحذف ، وذكر ، وتعريف ، وتنكير ، وفصل ووصل . . . إلخ ، وأنَّه وقف عند هذه الجوانب كاشفاً عن أسرارها ، وقدَّم جهداً مشكوراً ، وبلاءً موفوراً فى ذلك ، مِمَّا يدُلُّ على مدى فقه ( سيبويه ) . – وكان الإمام عبدالقاهر له طابعه المُميَّز , وكانت له شخصيته العلمية فى نظرته إلى التقديم والتأخير , وفى الكشف عن لطائفه وأسراره , تلك الشخصية التى كانت واضحة المعالم فى تناوله للأسلوب المذكور , فهو لم يتكئ على صنيع أسلافه ولم يقتد بهم فى ذلك , فلم يكتف بما ذكروه , ولم يردِّد أقوالهم , وإنما نظر إلى ( التقديم والتأخير ) نظرة تغاير نظرة أسلافه له , فبدأ من حيث انتهوا , بعد ما تدبَّر كلامهم , وأمعن النظر فيه , ثم أضاف إلى ما ذكروه ما اهتدى إليه عقله , وفكره , وذوقه من رؤى جديدة معلِّقاً ومُعقِّباً , فما وافق الصواب أيَّده وأثبته وأذاعه , وما جانب الصَّواب وشطَّ عن الحقيقة رفضه ونقده كاشفاً عن العلة فى ذلك , شأن الإمام فى ذلك شأن كُلِّ ما عرض له من أساليب , مع ملاحظة أنَّ الأصل الذى بدأ منه البحث فى ( التقديم والتأخير ) يتمثَّل فى مقولة ( سيبويه ) السابقة : كأنهم يُقدِّمون الذى بيانه أهم لهم . . . وهذا يعنى أنَّ السَّالف كان قد مَهَّد الطريق للخالف . – هُناك اتفاق واختلاف بين العالميْن الجليليْن فيما يتعلَّق بالنَّكرة من حيث دلالتها ، وتقديمها على الفعل ، حيث إنَّ الإمام عبد القاهر قد اتفق مع سيبويه فى أنَّ النَّكرة لا تدُلُّ على معيَّن ، وإنما تدُلُّ على الجنس ، وعلى العدد ، وقد استفاد الخالف من السَّالف فى هذا الشأن . – واتفقا كذلك على أنَّ الـَمثـَل الذى ذكره العرب ( شرٌّ أهرَّ ذا ناب ) – بتقديم لفظ ( شر ) وهو نكرة مُراداً به الجنس ، على الفعل ( أهرَّ ) – تأويله ( ما أهرَّ ذا ناب إلاَّ شرٌّ ) ، وهذا يعن

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


د اسماعيل محمد الانور حاج

تعريف بالكاتب الدكتور/ إسماعيل محمد الأنور محمد إسماعيل الحاج – حاصل على الإجازة العالية (الليسانس) فى الدراسات الإسلامية والعربية (الشعبة العامة) بتقدير جيد جداً من كلية الدراسات الإسلامية والعربية (جامعة الأزهر) سنة 1984م – والتى كان مقرُها حينذاك الجامع الأزهر بالقاهرة . – حاصل على درجة التَّخصُّص الماجستير فى اللغة العربية فى البلاغة والنقد بتقدير جيد جداً سنة 1994م من كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر ، وكان عنوان رسالته دراسة التشبيهات القرآنية عند ابن ناقيا البغدادى فى كتابه الجُمان . – حاصل على درجة الدكتوراة فى اللغة العربية فى البلاغة والنقد بمرتبة الشرف الأولى سنة 2002م من كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر ، وعنوان رسالته بلاغة الأمر والنهى فى البيان النبوى الشريف . – أستاذ مساعد متفرغ بقسم البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات بالقليوبية – جامعة الأزهر . – له العديد من المؤلفات فى مجال الدراسات القرآنية والسُنَّة النبوية المُطهَّرة ، والبلاغة والنقد.  

class=wp-image-6648

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *