
الحاج محمد كيف حاله ؟! ، لم أعد أراه ، هل هو مريض ؟! ، نظر إليه وقال : الرجُل المسكين ، أصابه الشلل ، بعد إنتحار إبنته ، الله يرحمها ويغفر لها ، نظر إليه فى تعجب وقال : زينب إنتحرت ؟! ، ماذا تقول يا حاج إبراهيم ؟! ، وقال الحاج إبراهيم : نعم يا بُنىِ ، قدر الله ما شاء فعل ، إذ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ، الحمد لله على كل حال ، وبعد سماع جابر هذا الكلام ، ذهب إلى البيت ، وكانت هموم الدنيا كلها على أكتافه ، وحدث نفسه قائلاً : أنا مجرم ، إرتكبت جريمة قتل ، ولكننى لم أقصد أن أقتل ، قصدت الحب ، لا ، ليس حب إنها شفقة ، نعم ، أنا شفقت على زينب ، وقلت لها كلام يوحى بالشفقة عليها ، لم تستحمل هى أن تكون فى هذا الوضع ، فتَنَاولت جرعة زائدة من الحبوب ، وإنتحرت ، لكى تتحرر من قيود هذه الشفقة التى قيدتها أنا بها ، يا الله ، ماذا فعلت ؟! ، ماذا فعلت ؟! ، وفى النهاية ردد وقال : أنا إنسان دفعته الشفقة إلى إرتكاب جريمة قتل ، ولكنها جريمة تختلف عن جرائم القتل الأخرى ، فهى جريمة لا يوجد لها دليل إدانة أو دليل براءة …. وهذه حكايتي…. ————— وكان هذا المُعلم أمياً ولكن ليس جاهلاً، فهناك الكثير من المُعلمين جاهلين ولكن متعلمين؛ وأنا أكتب الآن، أجد الكلمات تأخذ شكلاً آخر، غير الذى أريده، ولكن ماذا أفعل؟!، لا تستطيع الكلمات أن تصف ما بداخل الإنسان لأن لها قدسية خاصة بداخله، وأنا أكتب الآن، أشعر أن هذه القدسية تنكسر، تفقد شعورها الحقيقي، ولكن، أين المفر؟!؛ هناك أُناس بتحب مرة واحدة فى حياتها، وإن خسرته، تظل حائرة، تنهض وتجري بكل ما فيها من قوة، لكن تظل حائرة، إلى أي طريق تذهب، وحينما تقرر يكون الأوان قد فات..
للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر
للحصول علي النسخه الإلكترونية
محمد عادل يوسف
لا يتوفر تعريف عن المؤلف

No responses yet