“ثانيا الاقتباسات: شاد العقل هذه المنظومة من خبرة العلم التي سخر فيها الكون والعلم والطبيعة، وبلغ من بناء التجارب في الكون منزلا ـ ظنه ــ ليس بالقليل، وهو لايزال يسبح في ضحالة من الفهم والعلم، وهو يظن أنه يغوص إلى الأعماق، ويخيل إليه أنه بلغ من العلم مبلغا، وما أوتي منه إلا القليل، إذ لم يرق أن يُسخّر “”بعوضة فما فوقها””، أو يخلق “”ذبابا ولو اجتمعوا له””؛ ويتوهم أن أمر الحياة أصبح بيده، ثم يحصده الموت في كل لحظة فلا يرده عن نفسه، وتتخطفه رسله من كل فج وهو يظن أنه يهرب منه فإذا هو ملاقيه!! فأنى يؤفك هذا العقل، بل أنى يسحر؟!” .. “الاقتباسة الثانية : تناول القرآن نشاط العقل بهذه المفردات المتوافقة المتقاربة، التي يدل كل منها على معنى من معاني العقل، وفي كل مرة منها يٌذكّر ويدلل، ويبين ويفضل، ويحاجج ويجادل بالتي هي أحسن ــ حسب ما يقتضي السياق ــ ويقرّع ويؤنب، ثم يعاتب بعد سرد الآيات البينات والحجج الدامغة :كيف يؤفك هذا العقل عن الحق، ويخاطب أولي الألباب مذكرا، وكل ذي حجر، ومن كان له قلب يفقه، أو فؤاد يشعر من طريق السمع والبصر ما ينقل إليه من الآيات المسموعة والمنظورة، ويستفز أولي النهى أن ينظروا إلى هلاك القرون من قبلهم، وما حاق بهم جزاء ما أغفلوا عقولهم، وصموا آذانهم، وأعموا أبصارهم..” .. “الاقتباسة الثالثة : وتتعامل (الدارونية ) بالاتفاق مع الفلسفة المادية مع الكون بمجمله على أنه كل متكامل لا مجال فيه للتميز ولا الارتقاء النفسي أوالعقلي أوالفطري ولا قوانين تحكم خارج منظومة الطبيعة التي تمنح كل عنصر على حسب ما يؤهله للاستمرار أو التنحي ــ حسب تعبيرهم ــ وبالتالي فلا مجال للفطرة (الخلقية ) ولا المنح المسبقة ولا التفاوت في درجات الذكاء، ولا التكريم، ولا خصوصية الخلق للارتقاء والسيادة على الكون.. إنما هي فقط تراكيب (كيماوية كهربية ووصلات وسيالات عصبية ــ تزيد أو تقل) وكلما زادت درجة التعقيد في الوصلات العصبية والقشرة المخية كلما كان الكائن أكثر أو أشد ذكاء، وكلما قلت كان العكس.”

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


محمد عبد العظيم العجمى

“حاصل على بكالوريوس تجارة / ومع أنه من حفظة القرآن الكريم ويكتب في العديد من المجلات العربية (جريدة الرؤية العمانية ).. جريدة عالم الثقافة المصرية .. كما صدر له الكتاب الأول بعنوان : النفس والإنسان في القرآن إلا أنني أفضل عدم ذكر التعريف والاحتفاظ به لديكم لأن الجمهور دائما ما يربط التخصص بالتأليف وهذا يؤثر على الترويج”

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *