كان من الطبيعي أن يتطرق الحديث بينهما إلى الأحداث السياسية التي تشغل بال المقيمين بالخليج بصفة عامة، والمقيمين بالكويت بصفة خاصة. كان رأي كمال أنه لا يعتقد أن هناك حرباً سوف تقوم بين البلدين، فقد وصلت الأنباء أن الرئيس حسني مبارك نزع فتيل الأزمة بعد زيارته للبلدين صباح اليوم واجتماعه مع الرئيس صدّام حسين في العراق ثم مع الشيخ جابر الصبًاح في الكويت. —————————————-   جاءه الخادم الهندي ليخبره أن أحد الأشخاص مر الأن وترك له لفافة من ورق الجرائد مخبأه في أحد الأكياس البلاستيكية. فضها من فوره فوجد بها مبلغ يقارب الخمسين ألف دينار وبعض دفاتر الشيكات التي تخص الشركة. فعلم أن هذا الشخص هو صرّاف الشركة. وهو يتأمل النقود أمامه مغموماً … وقعت عيناه على الجريدة التي لُفت بها النقود، وكان عنوان الصفحة الرئيسية: قادرون على ردع الأطماع العراقية بالكويت. ________________________   استفاق من غفوته وجد نفسه على الكنبة كما كان قبل أن ينام. نظر إلى ساعته فزعاً. وجد الساعة لا تزال الثانية صباحاً! عاد إلى مرقده وإن غاب النوم عنه تماماً. تذكر ما رأه في منامه. استرعجه وتفكر فيه ملياً لدقائق. نادى على عالية وجدها لا تزال مستيقظة. قام إليها .. وقف على باب الحجرة وهو يقول: • عالية … احنا مش مسافرين.   ————————————– • يا شيخة!! مصر أكبر بكتير جداً من التخاريف دي، وهو فيه حد في مصر هيهتم بالتهريج ده، مصر عندها أحداث ومشاكل أكبر بكتير من لعب العيال ده، كلام عبد الرحمن وغيره، والمظاهرات العبيطة اللي شتمت حسني مبارك بالظبط زيها زي ما تكوني رميتي زلطه على جبل. ——————————— • عاوزين لو سمحتي تذكرتين لعمًان على أقرب رحلة. تفحصتهما السيدة ملياً وبالذات عالية، ثم ألقت نظرة عابرة إلى الجوازين ودون أن تلمسهما سألت بلا إكتراث: • مصريين؟ رد وهو يحاول استكشاف أين يقع المصريون من فكرها: • نعم. ردت وعيناها تلمعان: • ماكو عيني. بالقطع هما يعرفان أن ماكو معناها لا يوجد، لكن لا يوجد ماذا؟ إبتلع ريقه وقد تصبب عرقاً فجأه وبصوت خرج خفيضاً غصباً عنه سأل: • ماكو إيه؟ بنفس الرتابة وبنفس العينان اللتين تلمعان أجابت: • ماكو سفر للمصريين عيني، الچنسيات العربية كلش من حجها السفر بالطيارة إلا المصريين. —————————-

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


عباس الجرواني

عباس الجّرواني من مواليد القاهرة، نشرت العديد من قصصه في الجرائد والمجلات المصرية، له مجموعتان قصصيتان ” الجمل يطلع النخلة” و” عشرة مشاهد محذوفة لكومبارس عنيد” علاوه علي دراسة دينية بعنوان” يحبهم ويحبونه – بل القران رسالة حب للعالمين” وتعد أيام الغزو هي الرواية الأولى له.

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *