تقدمت بعد أن طمأنتني ابتسامته , وعندما وصلت إلى يديه جلس الباشا على قدميه حتى أصبح طوله مناسبا لطولي ثم أخذ يدى الصغيرة وقبلها في حنان ثم قال لي : ما اسمك؟ فقلت : يوسف , يوسف محمد النادي يا باشا . كانت نظراته لي تعبر عن مكنونا داخله له تأثيرا كبيرا على فؤاده , فلقد كان وجهه منيرا وكأنه لم يكن على سفر وتبسم لي ثم قال : ما أجمل عينيك يا يوسف وما أحلى وجهك , ومكث بعضا من الوقت وهو يحملق في وجهى وأصابع يديه تمر على قسمات وجهى في لمسات متتاليات وكأنه يريد أن يتأكد من شيء ما , وقبل رأسي ثم وقف وأخرج حافظة نقوده ومنحنى عملة ورقية لا أعلم قيمتها ———————- كان مكتب الباشا غريبا بعض الشيء , فعلى سطح المكتب جسدين محنطين لطائرين هما الهدهد والغراب , موضوعان بحيث يواجه كلا منهما الأخر وكأنهما يتنافسان أو يتصارعان أو متناقضان , لا شك أن ما قام بوضعهما بهذا الشكل يرمز لشيء ما لا أعرف ما هو ———————- ثم بدا عليه أعراض العظمة وهو يقول : كنت أعلم أن أمثالكم لن ينفع معهم إلا طريقة واحدة , فنادى على السجان وأمره بأن يقيد يداي في حلقات داخل الحائط , وأخرج من درج مكتبه سوط, وبدأ في جلدي وهو يقول : أتعلم ما هي التهمة الموجهة إلى مرقس باشا أيها الملعون , أنتم متهمون بالتخطيط لقتل البابا يوساب لزعزعة السلم الاجتماعي وقلب نظام الحكم .

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


جابر إدريس

جابر ادريس كاتب وروائي حاصل على بكالوريوس التجارة فى المحاسبة جامعة بنها حاصل على ليسانس الأداب فى علم النفس جامعة الأسكندرية حاصل على دبلوم الدراسات الإكلينيكة العالي فى علم النفس جامعة الأسكندرية حاصل على دبلوم الدراسات الإسلامية العالي المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة باحث ماجستير فى الاقتصاد الإسلامي المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة حاصل على الدكتوراة المهنية فى علم النفس العصبى المناعي الأكاديمية الأمريكية للدراسات المتخصصة بالقاهرة تعد رواية جمعية مكافحة الغربان هى أول إنتاج أدبي للروائي والكاتب جابر إدريس

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *