
اقتباس (1) انتهت شوق من نصب شباكها، الذي أكسبها صيد ثمين، ثم أكملت مسرحيتها الهزلية بدهاء ومكر، وهرولت إلى غرفة النوم، وهي تدعي البكاء، بدموع زائفة، كدموع التماسيح، ظناً أنه سيلحقها ويعتذر منها. لكنها صُدمت عندما تفاجأت بمغادرته المنزل، لتفشل حيلتها التي ابتدعتها كالحرباء، وتعود ثانية إلى طبيعتها الحقيقية، وهي تصارع أفكارها وتبحث عن حيلة جديدة تتبعها معه، وتتوعد طفلته المسكينة، كي لا تفضحها أمامه ثانية، لا تعلم بأن إحساس الأب هو الذي أخبره بمعاملتها القاسية لطفلته، وأنها هي من ظلمت تلك الطفلة التي لم تخبر والدها بكلمة واحدة، غير أنها اشتاقت لوالدتها المتوفية، عندما رأت تلك الأمهات بصحبة أبنائهن، وقد خرجت كلمة ماما غصباً عنها، لا تدري بأنها ستكشف لوالدها أسلوب حياتها، وسوء معاملة زوجته لها. ولا تدري بأن والدها سيذهب إلى زوجته غاضباً، يتوعدها ويوبخها. فهي ما زالت طفلة في ربيعها السادس، مازالت نقية وعفوية، فالأطفال يقولون ما يشعرون، دون مجاملة أو كذب، غير مدركين لعواقب صراحتهم وبراءتهم. —————————— اقتباس (2) احتار مأمون أفندي في تفسير ما يحدث حوله، خاصة تردد ابنته الصغيرة على المقابر، واندلاع الحريق بالمنزل، وثمرات المانجو شديدة الحمرة. أفكار عديدة راودت عقله المشتت، حتى غلبه النوم، ورأى أحلام مخيفة، نتاج عقله الباطن، ليستيقظ من نومه مفزوعاً، بعد أن رأى العجوز وهي تطعم القطط السوداء بفناء المنزل، وتتكاثر في لمح البصر، حتى ملئت الفناء بأعدادها الكثيرة، ثم تسلقت شجرة المانجو وعلقت بأغصانها كثمرات تتدلي في صورة قطط سوداء. على الفور تحسس طفلته النائمة بجانبه، وغادر السرير، ليشعل أنوار الغرفة. نظر في ساعته مستطلعاً الوقت…إنها الثانية والنصف بعد منتصف الليل. ———————————- أي مصير ينتظر تلك الطفلة يتيمة الأبوين… بعد حياة قضت معظمها في عذاب وألم؟! فمنذ أن حضرت إلى الدنيا، عاشت حياتها منبوذة ومقهورة، لجهل رجل من العصر الجاهلي، يبغض الإناث ويحبذ الذكور! وقبل أن يهديه الله، فقدت تلك الطفلة أعظم حنان على وجه الأرض، عندما ماتت أمها، وتركتها في قبضة جلادة، لا يعرف قلبها الرحمة، ولا يسكن صدرها العطف والحنان. حرباء تتلون كيفما شاءت، لإرضاء رغباتها المتوحشة، أفعى مشحونة بالسم القاتل، لدغاتها قتلت براءة طفولية لطفلة يتيمة، لم ترتوي العطف والحنان يوماً، عصفورة مكسورة الجناح بين الأفاعي والذئاب، الذين يتربصون بها، كما يتربص الأسود والضباع بغزلان الغابات، ينهشون لحومها دون رحمة، وبقلوب صدأة. قلوب طغى عليها حب الدنيا وملذاتها، لا يعنيهم غير ملئ بطونهم الجائعة، في تلك الحياة الدنيوية الفانية، التي شغلت الكثير والكثير من ضعفاء النفوس والقلوب المتحجرة.
للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر
للحصول علي النسخه الإلكترونية
ابراهيم الباز
الاسم: إبراهيم عبد العزيز أحمد الباز تاريخ الميلاد: 2/2/1981 الجنسية: مصري محل الميلاد: كفور العرب – طلخا –دقهلية -جمهورية مصر العربية المؤهل الدراسي: حاصل على ليسانس آداب-قسم الجغرافيا-جامعة المنصورة mailto:Medohima54@yahoo.com البريد الالكتروني: رقم المحمول :00201095202321 ترشيحات وجوائز تم الترشح لجائزة كتارا فرع الرواية العربية غير المنشورة وتم الترشح لجائزة الشارقة للإبداع العربي ـ الإصدار الأول

No responses yet