هنا وسط المسلات الهاوية، والتماثيل المتكسرة، و حيث بقايا رائحة الأشجار المتحجرة التي جلبها الأجداد من بلاد بونت البعيدة منذ آلاف السنين، يشعر أنه الملك و حامي حمى مملكة أجداده، و أن خيزورانته التي يحملها في يمناه هي الصولجان رمز القوه و السلطة، يتخيل أحيانا حتشبسوت تأتيه بملابس الرجال و اللحية المزيفة، لتحكي له كيف حكمت البلاد لأكثر من عشرين عاما، و تختفي حتشبسوت و يبقى عطرها يملأ صدره، ثم يأتيه تحتمس أو رمسيس فيأنس بهم و يأنسوا به، ………………………………. جاءت العروس الصغيرة و كانت جميلة تقضي النهار بأكمله تضع الخلطات المساحيق على وجهها، و تصبغ أظافرها بعناية، أما أنا فلم أشغل نفسي بها و انهمكت في أمور البيت، رغم ذلك لم أسلم من مكائدها، فكانت أمامه مسكينة خاضعة، تحبني و تكن لي كل الخير، و ما أن يذهب حتى تتفنن بمعايرتي بقصد و دون قصد، تحاول أن تقلص أيامي بالكثير من الحجج وخاصه بعد ثبوت حملها فكانت كثيرا ما تتدلل بمشيتها المتثاقلة و هي تتأوه و تقول : تعبانة و مش قادرة، و أنتي هتحسي بيا ازاي؟ ولا تعرفي ايه عن الحمل و تعبه. ينفطر قلبي و أسرها في نفسي، فإذا ما لذت بغرفتي انتحب دون أن يشعر https://business.facebook.com/latest/inbox/messenger?asset_id=107443268291244&nav_ref=your_pages_sidebar_inbox&mailbox_id=&selected_item_id=100026869452972# ……………………………….. رغم تردده في الركوب إلا أنه حسم أمره في اللحظات الأخيرة، فدس جسده الهزيل وسط زحام إحدى العربات المحملة بالعرق والاجساد المتلاصقة، لم يجد له فيها إلا موضع قدم بجوار https://business.facebook.com/latest/inbox/messenger?asset_id=107443268291244&nav_ref=your_pages_sidebar_inbox&mailbox_id=&selected_item_id=100026869452972# الأبواب، فوقف و ألصق وجهه بنافذته، يرقب ما يدور في الخارج، تمنى لو أن أحدا يلوح له كغيره، لكنه اعتاد الوحدة، …………………………….. من بين طيات ملابسه يخرج معشوقه.. نايا ورثه من جده الذي علمه العزف عليه، بأنامله الرفيعة، تحسس فيه حنين سنوات خلت، بدأ ينفث فيه زفراته الحارة، لتغدو ألحانا عزبة، تسمو بروحه فوق السحاب، تحدق عيناه في الفراغ كأنه يحلم، أو يرى ما لا غيره يستطيع رؤياه، يتمايل مع الموسيقى الخافتة كأنها آتية من مكان بعيد، و بالتدريج تزداد جمالا ووضوحا، وسرعان ما امتلأ المكان بمواويله الحزينة. …………………………… أرفع يميني ملوحاً بسيفي البتار، و أمسك بيساري عدوي اللدود، الذي أعييته ضربا حتى سقط مني أرضا، أبدأ العرض و تتعالى صيحات الجماهير أتنفس بعمق، أرسم ابتسامة تشفي عريضة على وجهي، و بسيفي أضرب عنقه، أضرب عنق كل من ظلمني، سلبني حقي في الحياة، فلطالما تلقيت الكثير من الصفعات و الخذلان، و لكم تعرضت لسخرية من حولي.

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


راندا ابراهيم مدين

راندا مدين كاتبة و روائية مصرية حاصلة على بكالوريوس علوم و تربية جامعة المنوفية تعمل بوزارة التربية والتعليم اشتركت بنشر مجموعة قصصية مشتركة في معرض الكتاب 2020 بعنوان وجوه بلا روح فازت بمسابقة النشر المجاني لنشر روايتها التاريخية بعنوان العائد للمشاركة بمعرض 2023 نشرت عده قصص و روايات إلكترونيا عضو بنادي أدب بركة السبع و شبين الكوم بالمنوفية تعد مجموعتها القصصية غربة روح ثاني انتاج لها

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *