أحاطتْ نفسَها بأسوارٍ عاليَةٍ، وصَفَّدتْ كلَّ الأبواب.. وتَرَكَتْ – عن عَمْدٍ – حَجرًا واحِدًا مِن دُونِ تثبيت، كصُندوقِ بَريدٍ خَفِيّ.. هيَ لم تكُنْ في حاجةٍ إلى يَدٍ تُمسِكُ يَدَها؛ كلُّ ما كانتْ تَرجُوهُ يَدٌ تُجِيدُ مُكاتَبَةَ القُلوب. ***** أَوْصَيتُ بائِعَ الوَرْدِ أنْ يُرسِلَ لهَا فِي كلِّ صباحٍ وَردةً بَيضاء، فَمِرآةُ غُرفَتِهَا لَيْسَتْ كافِيَة لِتُبْصِرَ فيها مَلامِحَ قلبِها.. ***** الماءُ بِبئرِنا عَذبٌ لم يَمْسَسهُ بَشَر؛ ليسَ لأنَّ أحدًا لم يُدلِ دَلوَه، لَكِنَّ حِبالَ كُلِّ مَن مَرُّوا قَصيرَة..! ***** حِينَ سُئِلتُ عن الصَّديقِ المُخلِصِ.. أشَرتُ إليهِ.. فتكلَّمَ عن نفسِهِ الصَّمتُ. ***** مُخيفٌ جدًّا هذا الظّلام.. انتَظِري، إنني لمْ أقصِدْ سِوى هذا الظَّلامِ الذي سبَّبهُ خُفوتُ بَريقِ عَينيكِ. ***** الجالِسُ على أرصِفَةِ المَحطّاتِ يُسافِرُ أكثرَ مِن الرَّاكِبين. ***** مُمتَلِئٌ بالحُزنِ قلبي، إلّا مِن مُتَّسَعٍ يَكفي لكُلِّ أحزانِك. ***** كانَ يُحاوِطُها دَومًا بذراعَينِ مِن أمان هو الذي لم يَبرحْ قلبَهُ الخُوفُ يَومًا! ***** إنَّ الذينَ يَخْشَوْنَ القُرْبَ لا يَخْشَوْنَهُ لِذاتِه، وإنَّما يَخشونَ تَبِعَاتِه؛ هُمْ يَخشونَ البُعْدَ لا القُرْب..! ***** في دساتيرِ المشاعِر، كلُّ ما يُعرَفُ يُقال؛ “إكرامُ الحُبِّ تبليغُه.” ***** إنَّه يستمعُ إلى الجميعِ إذا جاؤُوا يَشتكون، لكنَّ البحرَ – أيَّتُها الرَّاحلةُ – يدفنُ شكواهُ تحتَ الرِّمال. ***** لِنَتسابقْ في عَدِّ النُّجوم.. تَنظُرينَ أنتِ إلى السَّماء، وأنظرُ أنا إلى عَينيكِ!

للحصول علي النسخه الورقية داخل مصر

للحصول علي النسخه الإلكترونية


محمد عبدالمنعم

محمد عبد المنعم.. مهندس ومصوّر مصري يُمارس الكتابة الأدبيّة منذ عام 2009 وله أكثر من 2000 نصّ متنوّع ما بين وَمضة وخاطَرة وقصّة قصيرة جدًّا.. إلى جانب العديد من القصائد والمقالات.

No responses yet

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *