Description
إن الله جل ثناؤه، وتقدست اسماؤه، جعل شريعة الإسلام سببًا موصلاً إليه، وبرهانًا واضح الدلالة عليه، وشفيعًا لمن وافاه بها مطاعًا مقبولاً لديه، فرفع بها أقوامًا جعلهم للأمة سادة، وللخير قادة، يُنتهى إلى أقوالهم، ويُقتدى بأفعالهم ويُؤتم بطريقتهم، ويُهتدى بسيرهم، وجعلهم أئمة يَهدون بأمره ويبصرون بنوره، ويبلغون عن رسوله، وينصحون لأمتة، ويذبون عن شريعته، ويدعون إلى سنته، هؤلاء هم الأئمة الأربعة الأعلام، رفع الله قدرهم وأعلى شأنهم، كانوا أوفياء وأمناء في إرث نبيهم، فقد تحملوا أمانة هذا الدين والذب عنه, لمواجهة كيد الكائدين، وحقد الحاقدين داعين إلى شريعة رب العالمين، يذودون عن حياضها كل شائبة ويبعدون عنها كل نائبة، ويستنبطون أحكامها من كتاب ربهم وسنة نبيهم، سائرين على منهج سلفهم، وأصحاب حبيبهم، بلا تعصب ولاهوى، فهم غير معصومين من الخطأ، نقر ونعترف بإمامتهم، ولانقول بعصمتهم، صوابهم أكثر من خطئهم، اختصهم الله من بين خلقه، بصفات جعلتهم أئمة يُهتدى بهم؛ لأنهم أئمة الإسلام، وسراج الأنام، سار علمهم مسير الشمس في وضح النهار.
Reviews
There are no reviews yet.